صلاة الابتداء:

أيّها الرّبّ الإله، الذي دُعي ابنُه الوحيد إلى وليمة الترابيّين بمشيئته، وهو الذي يدعو الجميع إلى وليمته، وقد شاء أن يمضي إلى عرس قانا الجليل ليعلن للجميعِ حقيقة لاهوته، بالآية الأولى التي صنعها بقوة كلمته. ادعُنا بنعمتك إلى وليمته، التي لا تنتهي أفراحها، لنمجّدك هناك بغير فتور ونمدحك مع ابنك الوحيد وروحك القدّوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

لذلك السيد الصالح، والكلمة الأزليّ، الذي تجسّد وسار مع البشر، وفي عرس قانا الجليل حوّل الماء إلى خمر جديدة، وأروى كنيسته المقدّسة بخمرة حبه، وبصليبه الكريم خلّصها من الأعداء؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

لك المجد والشكر يا خالق البرايا، ومبدع الكائنات، أيّها الإله الكلمة، الذي لا بداية له، وقد ظهرت في آخر الأزمنة متّخذا إنسانيتنا بدون تغيير، فأغنيتها بغفرانك وأفضت مواهبك على الأرض. دُعيت إلى عرس قانا الجليل فشاركت المدعويّين واتكأت معهم مثل كلّ إنسان، فأظهرت آياتك وعجائبك أمامهم بما أنّك إله. فحين فرغت الآجاجين من الخمر، ظهرت في تلك الساعة إشارة قوتك الإلهيّة، فأمرت الخدّام بأن يملأوا الأجاجين ماءً، وإذ بأمرك تُينِعُ الكرومُ جفنًا مخصبة، نظرت إلى تلك المياه، فتحوّلت خمرة جيدة طيبة الرائحة، ففرّحت والدتك التي استُجيب طلبها، وتحوّل المدعوّون إلى تمجيد الله، فظهر مجدُك وآمن بك تلاميذُك. والآن، نطلب منك يا ربّ، أن تحوّل عنّا الأزمنة الرديئة إلى أزمنة سلاميّة، أزمنة فرح مفعمة بالخيرات والبركات، وأن تغمرنا نعمًا من بحر حنوّك، وتملأ أفواهنا من أنغام تسبيحك، وأهّلنا بنعمتك إلى ما وعدت به رسلك الأطهار، لنشترك معهم في وليمة العرس السماويّ، ونرتوي من خمرة خلاصك، فنسبحك ونمجّدك مع أبيك المبارك وروحك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

لقراءة كافة المقالات الموجودة في الزاوية الليتورجية انقر هنا.