تأثير اللغة السريانية بالعربية من حيث:

النحو:      

من المعروف أن اللغة السريانية بقيت قواعد لضبطها وإحكامها حتى القرن السابع الميلادي حين شرّع العلامة مار يعقوب الرهاوي المتوفي سنة 708 بتأليف أول كتاب في النحو السرياني وذلك على غرار القواعد اليوناني ومتأثرًا به علمًا أنه كانت قبل الرهاوي محاولات نحوية عديدة لكنها لم تقف على رجليها لذا أعتبر الرهاوي إمام النحو السرياني. في منتصف القرن السابع الميلادي وعندما شاع اللحن بين الناطقين باللغة العربية وفي مختلف أمصارهم شرع أبو الأسود الدؤلي المتوفي سنة 688 والذي يعتبر منشئ النحو العربي بوضع قواعد وقوانين للغة العربية وكيفية نطقها وكان كلما واجهته مشكلة لغوية ما وضع لها قاعدة مستعينًا بالنحو السرياني وبعض علماء اللغة السريانية في الكوفة بالعراق وفي هذا الصدد يقول أحمد حسن الزيات في كتابه تاريخ الأدب العربي ص 149: ( والغالب في ظننا أن أبا الأسود الدؤلي لم يضع النحو والنقط من ذات نفسه وإنشائه وإنما يرجح المَّ بالسريانية – وقد وْضِع نحوها قبل العربية – واتصل بقساوستها فساعده ذلك على وضع ما وضع).

لو ألقينا نظرة سريعة على قواعد اللغتين السريانية والعربية لرأينا أن الأبحاث في كلتيهما تتشابهان وإلى حد بعيد لأنهما استقتا قواعدهما من مصدر ومنبع واحد ففيهما الفعل والفاعل والمفعول به والظرف والمضاف والجامد والمشتق واسم الفاعل واسم المفعول وتكاد تكون هذه الأبحاث شبه متطابقة في اللغتين.  ولو أخذنا مثالاً عن النسب في كلتيهما لرأينا أن الاسم السرياني العادي يحول إلى اسم منصوب بإضافة ياء مضموم ما قبلها أي قبل ألف الإطلاق فالاسم ريشو ويعني رأس مثلاً ينسب بإضافة ياء إلى ما قبل ألف الإطلاق فيصبح ريشويو رئيسي وكذلك الاسم يدعو معرفة أو علامة ينسب فيصبح يدعويو أي معرفي، وكذلك الحال بالنسبة للاسم المنسوب في العربية حيث تتم النسبة بإضافة ياء مشددة مكسور ما قبلها للاسم المطلوب فمثلاً تغلب تصبح تغلبي، حمص حمصي، كتاب كتابي.

الباحث: جوزيف أسمر ملكي