



دير مار أفرام الرغم – الشبانية
نشأته- ازدهاره
بسبب شدّة الاضطهاد بحلب في اواخر القرن السابع عشر، على زمن البطريرك اغناطيوس بطرس شاهبادين (1637-1702)، الذي قبض عليه هو ورفاقه من الاكليروس والشعب وسيموا أقسى العذابات، فاستشهد تحت العذاب هو ومطران حلب ديونوسيوس رزق الله امين خان، فكانا أثمن ذخيرة لمدينة أدنة.
اللجوء إلى لبنان وبناء دير مار أفرام في الشبانية
عاد المنفيون من قلعة أدنة إلى حلب في كانون الأول 1704، وكانت نار الاضطهاد لم تخمد بعد سعيرها، أشار اليهم بعض الاكليروس باللجوء إلى لبنان ليطلبوا من البطريرك الماروني قطعة أرض في جبّة بشري. غير أنّ البطريرك نصحهم أن يتجنبوا مخاطر باشا طرابلس، ودعاهم ليقيموا عنده. ولكي يبعدهم عن تلك المناطق الخطرة، أشار عليهم أن يذهبوا إلى قرية الشبانية الخاضعة لحكم الأمير الدرزي عبد الله أبي اللمع.
إنّ العناية الإلهية لم تهمل هؤلاء الرهبان، فأرسلت لهم سيدة كاثوليكية هي مريم بنت سركيس بو رزق من راشيا، وقلبت حزنهم إلى فرح ويأسهم إلى رجاء. إنّها اضطرت أباها أن يبيعها عمارًا معروفًا “بالقلاعي” بخمسة وعشرين قرشًا من القروش الكبار، وكتبت الحجة باسمها وشهد على صحتها كبار القرية.
ثمّ شيد الرهبان كنيسة في الدير كرسها عام 1730 غريغوريوس نعمة قدسي مطران دمشق. وواصلوا العمل توسيعًا للدير وتحسينًا لأحواله، يمدهم بالمال بطاركة الطائفة ومطارنتها.
وفي كنيسة ديرمار أفرام الرغم جرت بعض الرسامات الكهنوتية والشماسية.
ونحو 1790 بنيت بالقرب من الدير على عهد الرئيس الخوري شكرالله فوليه بعض غرف لسكنى العذارى العابدات اللواتي ابرزن النذور الرهبانية، وهؤلاء العذارى كنّ منتميات إلى أخوية العابدات التي أسسها البطريرك ميخائيل جروة عام 1760 في حلب إذ كان مطرانًا عليها.
اوئل الحياة الرهبانية في الدير
بعد اكتمال بناء الدير، كتب الرهبان إلى مجمع انتشار الايمان وإلى الأحبار السريان المقيمين في روما وقتئذٍ، يبشروهم بانجاز بناء الدير ويصفون لهم حالتهم. كانوا خمسة رهبان وهم: القس سليمان خور، الشماس نعمه حوبه، الشماس جرجس ست أصابع، الشماس شكري والشماس الياس. وقد التمسوا من المطارنة أن يأتي أحدهم ليرقّيّ الرهبان إلى الدرجة الكهنوتية كي يستطيعوا أن يؤدّوا رسالتهم.
الدير مركز فضيلة وعلم ومزار
كان دير مار أفرام الرغم من أرقى أديار لبنان فضيلة وعلمًا ونظامًا وعمرنًا. لذا كان يؤمّه أولاد القرية يتلقون المبادئ الدينية واللغات العربية والسريانية والإيطالية واللاتينية وسائر العلوم التي كانت تدّرس وقتئذ. حتى أنّ أنجال الأمراء اللمعيون وبعض الأمراء كانوا يفدون إلى الدير طالبين علمًا وثقافة.
مكتبة الدير
ومكتبة الدير كانت من أغنى مكتبات لبنان في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ولم ينقطع رهبانه عن اغنائه بكتب مخطوطة أومطبوعة أتوا بها من لبنان وسورية والعراق وتركيا.
المرجع: اغناطيوس انطوان الثاني حايك، تاريخ دير مار افرام الرغم –الشبانية، مطابع حبيب اخوان، بيروت 1984.
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي
28 أغسطس، 2019حكاية القديس يوحنا الحبيب
8 مايو، 2019سمعان الشيخ
1 فبراير، 2019قصة القديس يوحنا الدمشقي
4 ديسمبر، 2018الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس
27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
من كتاب العمر لو حكى
في غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
8 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتتأمّل – لأجل كلمتك
في تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن تحسب نفسك؟
في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتاليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح
28 مايو، 2021لا توجد تعليقاتغبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا
22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |