صلاة الابتداء:

أيّها الرّبّ الإله، الذي أُعتلن مجدُ كلمتِه على الصليب، أهّلنا أن يكون نورُ قيامتِه، وإشراقُ نعمته، مصدرَ تعزيةٍ وفرحٍ، لجميع الذين هم في ظلمات الموت وحزن الخطيئة، فنعترف بربوبيته، ونسبّحك ونصعد لك المجد ولابنك الوحيد ولروحك القدوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للحمل الإلهيّ، وحيد الآب الأزليّ، الّذي بذبيحة نفسه على الصليب، جَعَل السلام بين السماويّين والأرضيّين، وبدمه الكريم صالحنا مع أبيه وروحه القدّوس، فأتمّ بذلك خلاص الجنس البشريّ؛ الصالح الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

لك الشكر والتسبيح، أيّها المسيح إلهنا، يا من صار إنسانًا، وحرّرنا من عبودية الخطيئة بقبوله هوان الصليب. إننا إذ نتأمل في مفاخر الصليب ومحاسنه، نندهش لعظمة الأسرار الشريفة فيه. فالصليب حكمة وفخر للّذين يؤمنون به، وجهالة وعار للّذين يكفرون به. الصليب فخر للأنبياء لأنه حقّق نبؤاتهم، وصار آية للخلاص. الصليب بهجة للشهداء لأن الّذي ماتوا على شهادته قد مات معلَّقًا على الصليب. الصليب مصدر الحياة، والشافي لكلّ من لدغته الحيّة ونظر إليه. الصليب راية الخلاص ولواء الظفر، الصليب حصن القوة وسور الأمان، السلاح الّذي به نغلب الأعداء. الصليب هو الطّريق الضيّق والسبيل المؤدّي إلى السماء. والآن، أعطنا يا ربّ، أن نُعانق الصليب باحترام، ونسجد للّذي عُلِّق عليه لخلاصنا. أنعم علينا أن تكون لنا به شركة مع الآب والروح القدس، وأن نؤسِّس عليه كنائسنا، ونَرسم به محافلنا، ونُقضي به مواسمنا. هب لنا به السلام والفرح، واجعل أن نحظى به إكليل الظفر يوم مجيئك الثاني، فنلقاك في النّعيم السماويّ، نحن وأمواتنا المؤمنين الراقدين، تحت كنف الصليب، على رجاء القيامة، فنسبّحك مع أبيك المبارك الذي أرسلك، وروحك القدّوس المحييّ، من الآن وإلى أبد الآبدين.