صلاة الابتداء:

أهّلنا أيّها الرّبّ الإله، يا مَنْ زرعَ ابنُه الوحيد نفسَه في حقلِ العذراء، ونبتَ في حُضنِها كسُنبُلةٍ تامّة، وصارَ طعامًا للعالم؛ وأنعمْ علينا، بأن نسبّحَكَ تسبيحًا خالصًا، مقرونًا بفرحٍ مقدَّس، في ذكر مريم الأم المباركة، الممتلئة نعمة، ونسبّحَ ابنَكَ الوحيد وروحَك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للمسيحِ إلهِنا، الكلمة الوحيد، الّذي كرّمَ جنسنا بتأنّسِه من مريم البتول، وعظَّمَنا بميلاده من مستودعها، وكرّمَ تذكارَها، هي الممتلئة نعمة؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد، من الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

إنّنا عندما نَقضي أعيادَكِ الشّريفةِ بالمدائحَ الطّاهرةِ، نمتلىءُ فرحًا روحيًّا، أيّتُها العذراء الطّاهرة والدة الله مريم، نتامّلُ في الأمثالِ التي كتبَها عنكِ الأنبياء: أنتِ الفُلكُ الّذي أنقذَ الناسَ من الطوفان، والسُلّمُ المُصعدُ إلى السماء، أنتِ العُليقةُ المشتعلةُ غير المحترقة وعصا هارون التي أَورقت، أنتِ التي أشرقَ لنا منها الخبزُ السماويّ، وصارَ غذاءً روحيًّا لأنفسِنا، والجبلُ الّذي اختارَه اللهُ ليسكنَ فيه، أنتِ التي قَبلتِ الكلمةَ الأزليّةَ في مستودعِكِ، والعذراءُ التي ستحبلُ وتلدُ ابنًا لنا ويُدعى اسمه عَمّانوئيل، أي الله معنا، أنتِ حقًا أوسعُ من الأرضِ وأرحبُ من السماء، لأنّ الذي جعلَ مركبَهُ فوق الغمام، جعل مَقامَه على رُكبتيكِ وحُمِل على ذراعيكِ. والآن، أنظري إلينا يا مريم الجليلة، بعينِ الرحمةِ والرأفة، واذكرينا عند ابنِك الحبيب، ليُفيضَ علينا نعمَه الرّوحيّةِ والجسديّة، استُرينا بشفاعتِك في حياتنا وفي ساعة موتنا، فنُسبّحَ بصُحبتِكِ ابنَّكِ الحبيب تسبيحًا أبديًا، مع أبيه المبارك، وروحِه القدّوس، مِنَ الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.