صلاة الابتداء:

أهّلنا أيّها الرّبّ الإله، بأن نكونَ صافين في أفكارِنا، وأنقياءَ في خواطرِنا، ومقدَّسينَ في نفوسِنا وأجسادِنا، عند احتفالِنا بعيدِ مريم العذراء القديسة السعيدة، فنتشفّع بها، ونسبّحكَ ونسبّحَ ابنَكَ الوحيد وروحَك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للمسيحِ إلهِنا، ضياءِ الآبِ السماويّ، الّذي ارتضى بحبِّه أن يزرعَ نفسَه في الحقلِ البتوليّ، ونما وأينعَ كالسنبلة، وأسلمَ نفسَه إلى الموت، وحُصِد على جبلِ الجلجلة، ودُرِسَ كالقمح في القبر، وصار قوتًا للعالم وأشبعه بمأكلٍ روحيّ؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد، من الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

سبحانَك أيُّها المسيح إلهنا، يا قوّة الله وحكمته، يا من شئتَ أن تفتقرَ لكي تُغني فقرَنا. أيّها الخبز السماويّ الّذي انحدر من السماء ليُشبعَ الأممَ والشعوب، أنت هو السنبلةُ السماويّة، والحنطة الروحيّة التي نشأت من الحقلِ البتوليّ، وجعلت نفسَكَ مأكلاً للمائتين ليَحييوا بك. أنت البيدرُ الّذي لا حدَّ له، وقد ملأتَ أهراءَ المسكونةِ كلِّها وأنت باقٍ كما أنت. إننا إذ نتأمّلُ في غنى مواهبك، نرفعُ لك الشكرَ في هذا يومِ تذكارِ أمِّك الفائقة القداسة: سبحانك يا مخلّصنا وتباركتَ إلى الأبد، أنت السنبلةُ السماويّةُ والشافية، وبكَ شبِعتْ أنفسُ الجائعين وامتلأت من خبزِ البركات. مباركٌ أنت يا سنبلة البركات، يا من جعلتَ نفسَك لنا مأكلاً ومشربًا وغذاءً وحياةً وقيامةً وخلاصًا. والآن، ارحمنا يا كلمةَ الله، في هذا يومِ تذكارِ أمِّك الممتلئة نعمة، وأفضْ علينا بشفاعتِها نعمَك وبركاتِك، وباركْ اكليلَ السنة، والحقولَ والغلال، وبارك أيضًا على الأشجارِ والكرومِ والأثمارِ والزروع، واحفظها من كلِّ آفة، واجعلْها وفيرة، وأشبعِ الجياعَ والفقراءَ، فنؤدّي لكَ الشُكرَ مع أبيك المبارك، وروحِك القدّوس، مِنَ الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.