صلاة الابتداء:

أهّلنا أيّها الرّبّ الإله القدّوس، الّذي اختار لكرامة إبنِه الوحيد مريمَ المتواضعة، وشرَّف ذكرَها في السّماءِ وعلى الأرض، وجعلَها فرحًا وفخرًا لكلّ الخلائق؛ أن نفرحَ في هذا العيد الجليل، عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء إلى السماء بالنفس والجسد، وأن نرفعَ لك المجدَ والشكرَ، ولابنك الوحيد ولروحِك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للمسيح إلهِنا، الثمرةِ المباركة، الذي نشأ في مستودعِ البكر البتول، وأشبعَ الأنفسَ من فيضِ بركاته، العنقودِ الذي نبت من العذراء الكرمةِ المباركة؛ وأبهجَ بخمره الأنفس الفتيّة، وأسكرها بحبّه؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد، من الآن وإلى أبد الآبدين.

السدرو:

من له فمٌ مقدّس، مملوءٌ من الأناشيدِ والمدائحَ الروحيّة، ليُنظّمَ التسابيح اللائقة بمحاسنك، أيّتها العذراء مريم، أنتِ الّتي أجريتِ من ثَدييكِ حليبًا وأرضعتِ الّذي يَقوتُ البرايا كافةً بإشارته، أنتِ الّتي ربّيتِ حملَ الله الحامل خطايا العالم، وخلّصه بموته وقيامته، من الهلاكِ الأبديّ. إنّنا نعظّمُ اليومَ انتقالِكِ وخروجِكِ من هذه الدنيا لنَنالّ فيضَّ بركاتِكِ، أنتِ الكرمةُ المباركة الّتي سَقَيتِ العالمَ، شرابَ الحياة والخلاص. أنتِ شجرةُ البركات الّتي غُرِسْتِ في جنّةِ عدن مقابل شجرة الحياة. نمدحُكِ اليومَ أيّتها الكرمة الّتي لا عيب فيها، ونُعظّمُ عيدَ انتقالِكِ إلى السماء بصحبة الملائكة ورؤساء الملائكة، ونكرّمَ جسدَكِ الطاهر الذّي صار مسكنًا للإله الكلمة، ونرفعُ أصواتنا بالمحبّة ونحيّيكِ قائلين: السلامُ عليكِ، أيّتها المباركة الّتي نُقلت في مثل هذا اليوم إلى السماء، السلامُ عليكِ، يا من دَنَتْ منها القلوبُ التائبة وابتهجت، لأنّها دنَتْ منكِ يا شجرة الحياة، وشَبِعَتْ من ثماركِ الحلوة. والآنْ، نرغبُ إليكِ يا والدة الله مريم العذراء، أن تتوسّلي إلى ابنك الّذي نقلكِ في مثل هذا اليوم إليه، وأصعدكِ إلى مجده، أن يرحمَنا وينوّرَ عقولَنا، ويقوّينا على حبِّه تشبهًا بكِ، ويمنَّ علينا بآخرةٍ صالحة، فنسبّحَه بصُحبتِكِ مع أبيه المبارك، وروحِه القدّوس، مِنَ الآنَ وإلى أبدِ الآبدين.