صلاة الابتداء:

أهّلنا أيّها الرّبّ الإله، أن نفرح في هذا يوم عيد جسد ابنك المقدّس، ودمه الطاهر. وأعطنا أن تتقدّسَ أنفسُنا وأجسادُنا بأسراره المحيية، وتستنيرَ عقولُنا بأقواله النيّرة، فنقدّم هذه الذبيحة بقلب نقيّ، ونُصعد لك المجد ولابنك الوحيد ولروحك القدوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للمسيح الراعي الصالح، الذي بذل ذاته عن بيعته المقدّسة، خطيبته ورعيّته، وكتب بدمه الثمين عهدَه معها، وثبتَّه ليسكن فيها للأبد. المقيم في هياكلها بسر جسده ودمه، تحت شكلي الخبز والخمر. فيا ربّ، املأ قلوبَنا محبة روحيّة، وأفكارَنا صفاء سماويا، لنعيّد تذكار جسدك المقدس ودمك الكريم بالفرح؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

أيّها المسيح إلهنا، ينبوع القداسة وماء الحياة. يا من بتجسّدك، وبارتفاعك على الصليب، أبعدت عنّا ذبائح العهد القديم، وسلّمتنا بدلاً عنها، ذبيحة الحب المهراق فدى عن احبّائك، الذبيحة المرضيّة عند الآب، لمرة واحدة وللأبد، الدم الكريم الذي سفكتَه ثمنًا لفدائنا. فيا ربّ، إنَّ سرّ تحوّل الخبز والخمر الى جسدك ودمك يفوق كلّ الأسرار عجبًا وكرمًا وبركةً، وإن الكنيسة من مشرق الأرض إلى مغربها تُجِلّ هذا السر، وتحتفل به كلّ يوم من أجل الأحياء والأموات، ليكون مأكلاً حقيقيًا، ومشربًا روحيًا محييًا للأحياء، ورحمةً وحياةً أبديًة للأموات، وما أعجب هذا السر الذي يُعطي فيه السيد المسيح، جسده مأكلاً ودمه مشربًا، حتى يأكله المؤمنون ويشربونه فيحيون الى الأبد. والآن، بتناولنا جسدِك ودمِك الكريمين، نسألك يا ربّ أن تبرِّرنا من أدناسنا وتغفر لنا خطايانا، فننال الصفح عن هفواتنا ونقائصنا، وننمو في الفضيلة والقداسة، ونحظى ببياض الوجه أمامك في ملكوتك، حتى نمجدك دومًا، مع أمواتنا الراقدين على رجاء القيامة، حسب وعدك القائل: من أكل جسدي وشرب دمي، يحيا إلى الأبد، ونسبّحك مع أبيك المبارك الذي أرسلك، وروحك القدّوس المحيي، من الآن وإلى أبد الآبدين.