
في ثقافة الضوء
“ثقافة الحبر وثقافة الضوء”
هل باتت التربية على التقنيات تشكل جزأ من التربية على المواطنة؟ إن صفحات الفيسبوك شهدت ولادات شعرية ترجمت كتبًا فيما بعد… هل علينا أن نستخف بشعر الفيسبوك؟
إنّ التقدم العلمي أدى إلى اكتشاف التكنولوجية الرقمية، هذه التقنية حقّقت درجة عالية من الاتصال ووفرت سرعة فائقة في أقل جهد ممكن، وقدمت حلولاً لمشاكل اقتصادية واسعة.
فقد أصبح إنتاج المعرفة من أهم مصادر الدخل القومي لبعض المجتمعات. وباتت الثقافة الرقمية من ركائز العمل اليومي المعاش، قربت المسافات بين البشر فبكبسة زر تستطيع أن تتحدّث مع الناس في كل أنحاء العالم.
أمّا على صعيد الثقافة والشعر فتشكل علاقة جديدة مباشرة بين مثلث (الشاعر، النص، القارئ). فبعد أن كان النص الورقي نصًا عابرًا، يكتبه الشاعر ويتحوّل بين جدران المطابع إلى نص مطبوع يصل إلى القارئ بعد وقت قد يطول أو يقصر. أصبح النص الإلكتروني يبني علاقة مباشرة بين الشاعر والكومبيوتر والقارئ.
فقد حصدت صفحة محمود درويش على صفحة الفيسبوك أكثر من 200 ألف إعجاب، يمكن أن نقول إن عدد المعجبين هنا جدّي وحقيقي ويؤشر إلى جودة الشعر.
من المؤكد أنّنا نعيش في مرحلة انتقالية، بين ثقافة المطبوع وثقافة التكنولوجيا.
البعض ما زال يشكك، ويتجاهل التقنيات لدرجة عدم الارتكاز عليها ورفضها في بعض الأحيان لعدم فهمها؛ وهذا ما ينعكس سلبًا على إدخال التقنيات كعنصر أساسي في التربية. وفي العلوم الإنسانية بشكل خاص (المعرفة الإنسانية)، لتشكيل المجتمع المعرفي المشبوك.
من أهم المتغيرات التي تساعد على كيفية الاستفادة من التقنيات نذكر العمل الجماعي، والذكاء الجماعي، والمشاركة في القرارات سواء كان ذلك على المستوى المجتمع المدني أو ضمن المؤسسات الرسمية والخاصة. هذا ما دعى وزير الإعلام اللبناني طرح فكرة تحويل وزراة الإعلام إلى وزارة حوار وتواصل؟ فهو يقول لماذا لا تتمّ حوارات المصالحة مثلاً في لبنان بدل الاستانة أو جنيف؟ وهو يدعو المسيحيين لإجراء الحوارات المسكونية لتوحيد عيد الفصح في بيروت…!
فبعد أن كان الانسان يدوّن ما ينبغي تدوينه على الصخر أو الطين، استعاض عنها في وقت آخر الى ورق البردي أو في المخطوطات، ومع هذه التغير تغيرت أمور كثيرة.
ففي كلّ تغير ثقافي يقود إلى تغيرات مختلفة، مع ما كان متوارثًا أو معتادًا من قبل الناس. وطبعًا هناك من مارس الرفض وحتى المحاربة لهذه الامور. وهذا ما يحدث اليوم مع ثقافة لضوء والتقنية الحديثة.
فإمّا نستعد للآتي من الزمن، عبر ثقافة تتناسب ومتطلبات هذا الآتي، أو يقف الإنسان حجر عثرة في طريق معاصرة الحياة الإنسانية للزمن الذي يعيش فيه.
ثمة ما صار اليوم علمًا قائمًا بذاته، ينهض على رؤى فلسفية اجتماعية وإدراك موضوعي لمسؤولية الوعي الفكري لعيش الحياة هو “علم إدارة التغيير” ولا بد للإنسان المعاصر وخاصة للأطفال والناشئة، في هذا الزمن العاصف ب”تقنيات” التغيير والتطوير والتجديد، من الانفتاح على هذا العلم في دنيا “ثقافة الضوء”.
إعداد المطران يوحنّا جهاد بطّاح
(المرجع: مجلة شؤون ثقافية، تصدر عن المديرية العامة للشؤون الثقافية، لبنان، العدد الرابع).
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي
28 أغسطس، 2019حكاية القديس يوحنا الحبيب
8 مايو، 2019سمعان الشيخ
1 فبراير، 2019قصة القديس يوحنا الدمشقي
4 ديسمبر، 2018الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس
27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
من كتاب العمر لو حكى
في غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
8 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتتأمّل – لأجل كلمتك
في تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن تحسب نفسك؟
في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتاليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح
28 مايو، 2021لا توجد تعليقاتغبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا
22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |