مقابلة مع المونسنيور جورج مصري
مجلة الرابطة الالكترونية أجرت المقابلة التالية مع المربي الكبير المونسنيور جورج مصري بمدينة روما:
- نبذة عن حياتك:
ولد المونسنيور جورج حبيب مصري في مدينة دمشق ـ سوريا عام 1943 والدته لوريس ابو عزّ لبنانية الجنسية .
تلقى دروسه الابتدائية في دمشق والثانوية في ديرسيدة النجاة ـ الشرفة – حريصا – لبنان .
حاز على إجازة في الفلسفة وإجازة في اللاهوت بدرجة جيد جداً في جامعة البروبغندا الحبرية في مدينة روما ـ ايطاليا خلال السنوات 1963-1970 .
سيم كاهنا في مدينة روما، في عيد العنصرة 17 ايار 1970 بوضع يد البابا بولس السادس في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان .
حصّل على دبلوم في علم الاجتمــاع وفي علم الاتصالات ووسائل الاعلام من جامعتَي برو ديو ( روما-ايطاليا ) وتولوز ( فرنسا ) .
خدم رعية قطنا وشبيبة مطرانية السريان الكاثوليك في دمشق عام 1970-1971
تسلّم إدارة مدرسة واكليريكية دير الشرفة الصغرى في الاعوام 1971-1976 وتسلم إدارة الاكليريكية الكبرى ورئاسة دير سيدة النجاة ـ الشرفة في الاعوام 1977-1983 . وفي فترة رئاسته للاكليريكيّة تخرّج عشرات الكهنة. كما تتلمذ عليه مئات الطلبة عندما كان يدرّس مادة التربية الدينية في معهد فرير مون لاسال .
قام بإرشاد الحركة الرسولية المريمية والرعية الجامعية سنوات عديدة وأسس في درعون- حريصا-لبنان حركة مار شربل للصغار والمركز الثقافي المسيحي للشباب .
خدم رعـية مار بهنـام في منطقة المتن الشـمالي من جبل لبنان في الاعوام 1984-1998 افتتح خلالها كنيسة مار بهنام بالفنار ومستوصف العائلة المقدسة .
في مطلع عام 1999 إتخذه غبطة البطريرك اغناطيوس موسى الاول داود امين سر بطريركية السريان الكاثوليك في لبنان وامين سره في مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ، وأولاه غبطة البطريرك اغناطيوس بطرس الثامن ثقته الغالية فثبته في مهامه .
منحه البطريرك موسى الاول داود رتبة خوراسقف، يوم 25 اذار في العام 1999. ثمّ عيّنه نائباً عاماً على أبرشية بيروت البطريركية .
شغل لسنوات عديدة منصب قاضٍ معاون لدى محكمتَي اللاتين والسريان الكاثوليك. ويرأس حاليا محكمة الاستئناف لطائفة السريان الكاثوليك في لبنان .
عُنيَ بتأسيس المجلة البطريركية للسريان الكاثوليك عام 1999 .
عيّنه السينودس 1999 للسريان الكاثوليك ، منصب قيّم بطريركي ويُعنى بتنظيم أرشيف الطائفة العقاري والمالي في لبنان .
وفي كانون الثاني من عام 2013 عينه البطريرك مار يوسف الثالث يونان معتمدا بطريركيا لدى الكرسي الرسولي وأسند اليه إدارة الوكالة البطريركية في كامبو مارسيو بروما.
- الإكليريكيون الذين كانوا معك في الدير:
لسوء الحظ أنقطع التواصل مع رفاق الدرب في الاكليريكية، منذ التخرج، وذلك لأسباب عديدة ليس أهمها البعد الجغرافي والمهني والحياتي … ومجلة ” الرابطة ” التي سعيت الى إحيائها خلال تولي إدارة اكليريكية الشرفة في الثمانينيات والتي كانت تنسج ولو خيطا رفيعا في تعزيز الصداقة والتعاون بين الاكليريكيين القدامى لم يُكتب لها العمر الطويل ! فيا حبذا لو يستفاد من وسائل التواصل الالكتروني الحديثة والمتطورة لإعادة إحياء هذه المجلة .
- ما رأيك بالصفات التي يجب أن تتميّز بها الإدارة؟
للإجابة على هذا السؤال أُحيلك إلى ما كتبته في العام 1982 للبطريرك حايك في تقريري عن دير سيدة النجاة ـ الشرفة. حول موضوع المدير والإدارة : ” عن مميزات الادارة وجوهر التربية الاكليريكية : نرى بديهياً ان تولى ادارة الاكليريكية ثقة تامة في حقل نشاطها التربوي. فهي تسهر بعطاء واخلاص على تنشئة كهنة الغد، بالتعاون طبعاً مع إدارة جامعة الروح القـدس في الكسليك، جاهدة في إعتماد خطة تربوية تقرأ علامات الأزمنة ، وتتكيف مع متطلبات العصر ، ضمن الحفـاظ بالطبع على الجوهـــــري الذي خلّفته لنا خبرة الكنيـسة وتعاليــمها في هذا المضمار. ولا شك أن إطار ” الحــــــــــــــــريَّـة المســــؤولـة ” هو الدستـور الصالح في ايامنا هذه للنضوج الانساني. والمربّـي الصالح هو ” شهــادة ” قبل ان يكون معلِّـماً، وهو ” مرشـد وقــائد ” قبل ان يكون مدبِّـراً ورئيـساً .
ويبدو بديهياً ان الكهنة العاملين في اكليريكية دير سيدة النجاة ـ الشرفة الكبرى، ام الصغرى، يجب ان يكونوا من نخبة كهنة كنيستنا. وأن يكونوا ذوات ثقافة عالية واخلاق سامية؛ ومن بين اولئك الذين يتوسم فيهم الرؤساء الخصال الفريدة بالمربين كالفطنة والسخاء في العطاء والامانة للواجب وللوديعة البشرية والمادية التي توكل اليهم. فالتربية امر عسـير جداً، لا سيما في ظروف ايامنا الحاضرة، وليس بالإمكان ارتجاله ارتجالاً. وكم من مرةٍ أبديتُ رغبتي ككاهن عامل في دير سيدة النجاة ـ الشرفة ان يُفسَح لي المجال بالتخصص في وجوه التربية كي أُضحي على مستوى من الاهلية للنهوض بأعباء الرسالة السامية التي دُعيتُ اليها ومنذ اثنتي عشرة سنة! إلا ان نعمة الرب كانت لي الساعد الاكبر خلال هذه السنوات الصعبة والطويلة. فأكسبتني خبرة ونضوجاً … وتفهم إخوتي الكهنة وتعاونهم حرراني من قيود كثيرة. وثقة رؤسائي أولتني شجاعةً وإقداماً، وذلَّلت امامي صعوبات وتجارب كبيرة. فكان عطائي سخياً حُراً يمليه إيمان وفيّ بكهنوت المسيح وحب متزايد لكنيسته الخالدة ! ” .
- ما هي تطلعاتك وآمالك من أجل إحياء الرابطة بين الإكليريكيّن؟
تطلعات وآمال 1982 ولا ارى بُدّاً من الرجوع – والعَوْدُ أحْمَدُ – الى موضوعٍ ، سبقت وعرضتُه في مقالٍ صغير كتبتُه عــام 1979 في ” نشرة اليوبيـل الكهنـوتي الفضـي”، اعني به اللجـوء الى إحيــاء “رابطة كهنوتية” تُجسِّد هذه القِيَم، وتعيش في هُدى إنجيل الرحمة ، سُلَّمَ الرُقيّ الروحي الذي نوّهتُ اليه . من اهدافها : تنشئةُ فَعَلَةٍ جُدُد لكرم الرب عبرَ خدمة اكليريكية ديرسيدة النجاة ـ الشرفة، مساندةُ الابرشيات في الخدمة الرعوية، دعمُ المؤسسات البطريركية وإنعاش المشاريع التربوية والخيريـة العائدة اليها … ومن ثمّ الاسهـام في رسالة القلم، وإحياء الطقـوس والتـراث السرياني العريـق … . هذه الاسطر المعـدودة لا تفي الموضوع حقه، ولا تفسح المجـال لدراسة في الجذور . كما إني لا أدَّعي عرض حلول إلهامية . بل اني أعبِّرُ عن أَمَلٍ ، يختلج في قلوب كثيرٍ من اخوتي الكهنة ، الذين يشاطروني الرأي حول ضرورة العيش المشـترك. فيَحيَون المثالَ الرهبانيَّ دون إبراز نذور، ويبذلون حياتهم لخدمة المحبة، دون تكريس رسمي او ابدي … يعيشـون، على اي حال، اختباراً حياتياً يُحبُّونَهُ، قبلَ ان يرسموه في سطور . ومن يدري ؟ فقد يتحقق الحُلمُ البعيد … وقد يظهر المولـــــودُ الجديد – الرهـبنة الأفراميَّـة الرجَّـاليَّـة – فتنمو حبةُ الخردل، وتصبح شجرةً عظيمة، فيستـظِّلُ طير السماء في اغصانها ! يكفي ان نتضِّع قليلاً، وان نحبَّ بعضنا اكثر، كي تحصل المعجزات! والله القديـر وحده، يتعهَّدُ هذه الغـرسة ، التي قد تزرعها مقاصدُنا الصالحة . …
1979
- على عتبة الاحتفال باليوبيـل الكبير في العام ألفيـن، الدعوة الى مؤتـمر عام للطائفة ضرورة ملحّة لبعث حيـاة جديـدة في رميـم؟؟؟ ( ممكن انك تريد أن تقول بقايا أو ترميم . لم استطع فهم المعنى) عظـام كنيـستـنا … فنعبُـر النَـفَق الى رجـــاءٍ جديــد! في هذا الصدد نلتمس من سينودسنا الطائفي ان يتخذ خطوة جريئة فيدعـو الى عـــــقد مجمع بطريركي عـام، برئاسـة غبـطة ابـينا البطريرك، بالأشترك مع :
- آ ـ السادة الاسـاقفة
- ب ـ ممثلون عن كهـنة الابرشيات
- ج ـ علمـانيـون ملـتزمون، رجـالاً ونسـاءً، على غرار سينودسـات الابرشيات في العالم الكاثوليكي .
- الهدف من المؤتمر، هو أن تراجع كنيستنا ذاتها كيما تكتشف طريق المستقبل على ضؤ المجمع الفاتيـكاني الثاني والارشــاد الرسولي (أي ارشاد رسولي ؟؟؟).اما المواضيع التي يمكن دراستها، فنورد بعضاً منها، وليس حصراً:
- درس نظام مجـالس الابرشيات والرعايا وإقرار تطبيقه والعمل به بالسرعة الممكنة.
- تأليـــــف ” لجـــنة ” تعالج موضوع التنشـئة الكهنـوتية ودير سيدة النجاة ـ الشرفة وإعادة النظر بقوانينه البالية باجتماعات متلاحقة حتى تقديـم دراستها الجدية الى غبطة البطريرك والسينودس الطائفي .
- تفعيل الإصلاح الليتـورجي المُرتقب من سنوات طويلة وتشكيل لجنة من أصحاب الخبرة والاختصاص في هذا الحقل الرعوي الهام الذي عبثت فيه يدُ الفوضى في أبرشـياتنا وكنائسنا التي لم تعد تلهج بلغة ليتورجية واحدة .
- استثمار أوقافنا وتفعيل مواردها بحيث يسند الوكيل الغني الوكيل الفقير وتدعم الابرشية المزدهرة شقيقتها الضعيفة… كي لا تتكرر في حياة اولادنـا التجربة المرة التي ألمَّت بحياة آبائنا الذين شتّتهم الهجرة وشلّ طمـوحهم العوز والبعثرة . فما نفع الكنز اذا بقيَ دفيناً ؟ وهل حكمت علينا الاقدار ان نُخلِّف دوماً خيرنا لغيرنا ؟!
- إعادة النظر في الشرع الخاص على ضوء القوانين الكنسية الجديدة وعلى ضوء الرسائل البابوية والارشادات الرسولية الخاصة بالمسيحيين المشرقيين .
- درس أوضاع ومصير طائفتنا وابنائها في الشرق وفي المهجر على ضوء الاحداث الدامية والمدمرة التي اجتاحت مشرقنا المسيحي في السنوات الماضية ووضع خطط إنمائية في هذه الحقبة المحورية من تاريخ بلادنا وكنائسنا.
- تنسيق وترشيد لبرامج التنمية في كافة الابرشيات والنيابات البطريركية بحيث تتآلف الجهود البشرية والقدرات المادية لتدعيم طائفة أقلــيّة مهددة بالزوال اذا لم نسعى الى لمِّ شتاتها .من اجل ذلك نطالب ان تُـشكَّل ” لجــــنة تحضيــرية “، تُعيّـن نواة لها في السينودس المقدس، وان تعقد اللجنة اجتماعها الاول برئاسة غبطة البطريرك في نهاية الصيف من هذا العام، فتضع الخطوط العريضة لوثيقة عمل يدرسها ويُقرُّها المؤتمر العام الذي يجب ان يلتئم في مطلع العام ألفَين ( 2020) ان شاء الله.
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
- الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي28 أغسطس، 2019
- حكاية القديس يوحنا الحبيب8 مايو، 2019
- سمعان الشيخ1 فبراير، 2019
- قصة القديس يوحنا الدمشقي4 ديسمبر، 2018
- الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
- من كتاب العمر لو حكىفي غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما8 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- تأمّل – لأجل كلمتكفي تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من تحسب نفسك؟في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- اليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح28 مايو، 2021لا توجد تعليقات
- غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |