الإصلاح الليتورجي في كنيستنا السريانية
الإصلاح الليتورجي:
يكتب الأب الأقدس، البابا بندكتس السادس عشر، في الإرشاد الرسولي تحت عنوان “سر المحبة” « Sacramentum Caritatis» والذي هو ثمرةُ انعقاد سينودس الأساقفة حول “الأفخارستيا” (أكتوبر 2005)، في الفقرة 35: ” لليتورجيه كما للوحي المسيحي على كل حال علاقة لا تتجزأ مع الجمال: إنها روعة حقيقية“. إن هذا الجمال في الواقع يظهر في الجماعة الواحدة التي تجتمع بقلب واحد ونفس واحدة لتسبح الله الآب الذي خلقنا والابن الوحيد الذي خلصنا والروح القدس الذي يكمل ويتمّم فينا كل التدبير الخلاصي ليعود بنا إلى حضن الآب القدوس. ويكتب قداسة البابا في الفقرة 6: “إن كل عملية إصلاح كبيرة مرتبطة نوعاً ما بإعادة اكتشاف الإيمان بحضور الرب في الأفخارستيا وسط شعبه”.
إن دعوة السينودس إلى التحدّث في هذا الموضوع لا تنبع إلا من وعي آباء كنيستنا إلى التجديد الذي نادت به الكنيسة الجامعة المقدسة الرسولية من خلال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في دستور عقائدي في الليتورجية. ومن الحاجة الواقعية إلى إعادة النظر في طقوس كنيستنا وممارساتنا لنسير بها نحو خدمة أفضل تناسب البشارة اليوم وتساعد المؤمنين أكثر على الصلاة.
إن المرونة مع الأمانة عندما تمُارس في الكنيسة التي تأسست على الإيمان وليس على الشريعة، على الروح وليس على الحرف، تُعتبر القاعدة الأساسية في الانفتاح المقبول من الجميع.
أعضاء اللجنة الليتورجية:
لقد أوكل سينودوس الكنيسة السريانية في دورته لعام 2010 إلى سيادة المطران مار يعقوب بهنان هندو، رئيس أساقفة الجزيرة والفرات، تشكيل اللجنة الليتورجية. وقد اختار سيادته أعضاء اللجنة ممَّن اختصوا في المجال الليتورجي والمطَّلعين على تراث كنيستنا السريانية.
- المطران بطرس موشي، رئيس أساقفة الموصل.
- المطران بطرس ملكي، إكسرخوس النيابة البطريركية في القدس.
- المطران بولس أنطوان ناصيف، إكسرخوس كندا.
- الخورأسقف منير صقال، النائب العام في أبرشية حلب.
- الأب الراهب يعقوب مراد.
- الأب عصام نعوم.
وهناك أيضاً أعضاء لم يستطيعوا المشاركة خلال جلسات اللجنة جميعها، بسبب الظروف السياسية أو العمل الراعوي، لكنَّ البعض منهم يشارك اللجنة قلباً وقالباً.
عمل اللجنة الليتورجية:
لقد دأبت اللجنة منذ بداية جلساتها في دراسة الإصلاح للقداس، وقد توزَّع العمل على أعضاء اللجنة.
قامت اللجنة في الرجوع إلى المصادر والمخطوطات والكتب للوقوف على تراث الآباء، والبدء في تحديد الأولويات في الإصلاح.
وبعد ست سنوات من العمل المضني والدؤوب، توصلت اللجنة إلى صياغة وبلورة الشكل النهائي للقداس الإلهي:
- القسم الأول: قسم الكلمة والغفران والتقدمة.
- القسم الثاني: قسم الإفخارستيا، وقد اختارت اللجنة سبع أنافورات على أساس القِدَم والمنطق الفكري والتاريخي وصحتها في نسبتها، واستعمالها في تاريخ كنيستنا.
ودرست اللجنة أيضاً القداس الاحتفالي أيام الآحاد والأعياد كما القداس اليومي، بما يتناسب مع واقع كنائسنا اليوم في بلداننا المشرقية وبلاد الانتشار، ولن يستغرق القداس اليومي أكثر من خمس وثلاثين دقيقة، والقداس الاحتفالي ساعة واحدة فقط.
ما الجديد في الإصلاح للقداس:
هناك نقاط كثيرة جديدة في القداس الجديد، هي ليست جديدة بقدر ما حاولت اللجنة إضفائها بحلة جديدة، لتصل إلى المؤمن ويفهمها ويشارك فيها.
- إعادة الدخول إلى الكنيسة بشكل احتفالي.
- مشاركة المحتفل والشعب بالتناوب في نشيد الدخول.
- إعادة القراءات من العهد القديم أو أعمال الرسل والرسائل الجامعة.
- فصل الفروميون والسدرو عن صلاة الاستغفار.
- لكل أحد وعيد صلاة بدء وفروميون وسدرو وترتيلة مناسبة وهلال وحتَّام خاص.
- تقدمة القرابين بمشاركة المؤمنين.
- المشاركة بين المحتفل والشعب بتلاوة بعض الصلوات.
- إدخال صلاة قبل التناول.
- إعادة صياغة كلمات الأنافورات بطريقة عصرية.
- إعادة دور الشماس في الكنيسة حسب درجته ورتبته.
خاتمة وتوصيات:
“تتوق الكنيسة الأم توقاً شديداً إلى أن يبلغ كل المؤمنين هذه المشاركة التامة، والواعية والفعالة في الاحتفالات الطقسية التي تتطلبها طبيعة الطقسيات بالذات، والتي هي، بقوة العماد، حقّ للشعب المسيحي وواجب عليه، “جيل مختار، كهنوت ملوكي، أمّة مقدسة، وشعب مقتنى” (1بط 2: 9؛ 2: 4-5). (دستور الليتورجيا ق. 14).
1 – تثقيف الإكليروس في الطقسيات.
2 – التركيز على العظة وربطها:
أ – بالزمن الطقسي.
ب- بالكلمة المتلوة.
ج- بواقع الناس.
3-تأليف لجنة طقسية في الرعية، بغية إيقاظ الحسّ الكنسي عند الناس بواسطة الليتورجيا، وإحياء الليتورجيا بفعل الحس الكنسيّ.
4 – العمل على إيجاد مدير للاحتفال في كل رعية، يخضع المحتفل، مهما علت درجته، لتوجيهاته.
5 – الاهتمام بوضع الترانيم والموسيقى المرافقة لها بشكلها الصحيح.
6– التقيّد بألفاظ كنسية ليتورجية، وعدم إدخال ألفاظ لا تمت إلى الليتورجيا بصلة.
7 – الاهتمام بحركات المحتفل والمعاونين والخدم.
8 – التقيّد باللباس الطقسي. والاهتمام بشكل صحيح بزينة الكنيسة.
9 – عدم التمثّل بغير مذاهب أو طقوس.
10 – التحضير لاحتفال القداس في الرعية، لا أن يبقى الاحتفال ارتجالاً.
إن طرحي لبعض المقترحات لهي جزء من كلّ، غيضٌ من فيض، فلستُ أتجرأ أن أطرح المزيد لأني أظن أنه ليس الوقت الآن لذلك. علينا أن نسلم بأن لا بد لنا من أن ندخل في صراع مع الذات ومع التاريخ كي نتحرّر ونثمر خيرًا للعالم وهذه هي مسؤوليتنا الأولى ودورنا ككنيسة في العالم اليوم.
وخير ختام هي قولٌ للقديس أفرام السرياني: “كل الرموز كانت حالة في قدس الأقداس منتظرة مكمّل الكل، فلما رأت الرموز الحمل الحق شقّت الحجاب وخرجت للقائه”.
الأب عصام نعوم
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
- الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي28 أغسطس، 2019
- حكاية القديس يوحنا الحبيب8 مايو، 2019
- سمعان الشيخ1 فبراير، 2019
- قصة القديس يوحنا الدمشقي4 ديسمبر، 2018
- الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
- من كتاب العمر لو حكىفي غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما8 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- تأمّل – لأجل كلمتكفي تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من تحسب نفسك؟في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- اليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح28 مايو، 2021لا توجد تعليقات
- غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | ||||||
2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 |
9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 |
16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 |
23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 |
30 | 31 |