صلاة الابتداء:

أيّها الرّبّ الإله الحي والرحيم، يا من لمحبته غير الموصوفة للبشر، ورأفته اللامتناهية، فتحَ ابنُه عينَي طيما بارطيما الأعمى، وأنارَه بجبلة جديدة من الطين على عينيه، فبيّن بذلك أنّه جابل الإنسان وخالقه منذ البدء. أنر عقولنا بنور معرفتك، فنسلك طريقه المحيي، ونصعد لك المجد ولابنك الوحيد ولروحك القدوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للإله الغني، الذي سار بين الفقراء والمساكين فأغناهم، القدّوس الذي تردّد بين الخطأة فقدّسهم، لبحر الحنان الذي تحنّن على جنسنا البشريّ وخلّصنا، لذلك المُعين الذي افتقد طبعَنا الترابيّ بنعمته، والنور الأبديّ الذي أنار عيون العميان؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.  

السدرو:

لك المجد أيّها الكلمة الأزليّ، الذي به خلق الله الآب العالم، وارتضى بمحبّته لخليقته، أن يتجسّد ويُعيد لها بهاءَها الأوليّ، بعد أن شوهتها الخطيئة. وعبّرتَ عن ذلك بأن جبلتَ طينًا ووضعته على عينّي طيما بارطيما الأعمى، وطلبت منه أن يغتسل في بركة سلوان، لتمثّل لنا ماء المعموديّة التي تعطينا النور الحقيقيّ، فأعدت إليه نورَ عينيه الذي فقده، فعاين الخلاص برؤياك وآمن بك. لك الشكر أيّها الإله الرحوم والوافر النعمة، الراعي الصالح الذي لم يشأ هلاك الخروف الضال، فخرج في طلبه وأعاده إلى الحظيرة. والآن، تتوسّل إليك رعيتُك يا ربّ، بأن تمنح الشفاءَ لجميع مرضاها، وتعيد النورَ الحقيقيّ لمن أعمت الخطيئةُ عيونَهم، وتغفر لهم خطاياهم، وتمحو بمراحمِك آثامَهم وتقبل قرابينَهم. استجب يا ربّ سؤلَنا وامنحنا ايمانًا ثابتًا، ورجاءً لا يخزى، ومحبة لا متناهية. اغفر لنا خطايانا بمراحمك، فنؤهّلَ نحن وأمواتنا المؤمنين الراقدين، أن نخرج فرحين إلى لقائك في اليوم الأخير، وندخل النعيم السماويّ معك ، فنرفع لك المجد والتسبيح، ولأبيك المبارك الذي أرسلك، ولروحك القدّوس المحيي، من الآن وإلى أبد الآبدين.

لقراءة كافة المقالات الموجودة في الزاوية الليتورجية انقر هنا.