صلاة الابتداء:

أيّها الربّ الإله، يا من وعدنا ابنُه الحبيب قائلاً: حيثما اجتمع إثنين أو ثلاثة باسمي أكون بينهم. أهّلنا، نحن الذين اجتمعنا اليوم باسمه، أن تتّحدَ قلوبُنا برباط محبته، وارتضِ بسجودنا لقلبه الأقدس، فنُصعد لك المجد ولابنك الوحيد ولروحك القدوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للحمل السماويّ، الّذي حمل خطايا العالم، إذ قرّب نفسَه ذبيحةً مرضيةً لأبيه السماويّ عنا، وفتح لنا في قلبه ينبوعًا يجري لنا منه بدمه الخلاص والحياة، وهو الذي نتغذّى بجسده المأكل الحق، ونرتوي من دمه المشرب الحق؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

أيّها الربّ إلهنا يسوع المسيح، لك تجثو كلّ ركبة ممّا في السماء وعلى الأرض، ويحبّك كلّ قلب، لأنّك ما زلت تحبّنا وتشفق علينا وترحمنا. أنت الّذي منحتنا ذاتك مأكلاً في سرّ القربان، إذ تقدِّم ذاتك عنّا كلّ يوم، على المذابحِ دون انقطاع، ذبيحةً حيّة مرضيّة عند الله، فأشركتنا بذاتك، وأفضت عينا خيراتك وبركاتك. أنت الّذي، لمّا رأيت غباوة قلوبنا وبرودته في محبتك، بعد كلّ ما كابدته لأجلنا، شئت أن تنبّهَنا وتحركَنا بمحبّة جديدة، فأظهرت لنا عواطف قلبك السخيّ، واخترتَ أن تمكثَ معنا مُحتجبًا في سر القربان. أنت يا من قلت لتلاميذك: تعلّموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، نتقرّب إليك ونتهلّل بك، وبقلبك الوديع المتواضع لنجدَ فيه راحةً وطمأنينة وبلسمًا. والآن، تقبّل يا ربّ، صلاتنا وشُدّنا بكليّتنا إليك، يا أرقَ القلوبِ واحنَّها، اغسلنا كثيرًا من إثمنا، ومن خطايانا طهّرنا. قلبًا نقيًا اخلق فينا يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّد في أحشائنا، فنستحق أن نسكنَ في قلبك، ونستطيع أن نفهم إرادتَك في كلِّ شيء ونعمل بها دائمًا، وأفضْ مراحمَ قلبِك الإلهيّ، على أنفس المؤمنين الراقدين، فنشكرك ونسبّحك مع أبيك المبارك الذي أرسلك، وروحك القدّوس المحيي، من الآن وإلى أبد الآبدين.