صلاة الابتداء:

أيُّها الرّبّ الإلهُ، الكائنُ منذ الأزل، والباقي حيًّا إلى الأبد بغير انتهاء، الحكيمُ الّذي يُغني من يشاءُ بحكمته، وهو الّذي اختار آسيا من حشا أمّه، وقوّاه في الجهادِ الروحيّ، أنعمْ علينا بما أتيتَهُ من نِعَمٍ، وألبستَهُ من فضائلَ، فنمجّدَك وابنك الوحيد وروحك القدوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للرّبّ الكريم، الّذي وعدَ بالخيرات الأبديّة، الّذين يخدمون في كرمِه الروحيّ الخدمةَ الصالحة، ويجازي الأبرارَ على أتعابهم بالسعادةِ الأبديّة، هو الّذي سُرَّ بجهاد الأبوين البَارّين، آسيا الحكيم وأشعيا الحلبيّ، اللذَين حاربا الشرّ، وانتصرا على الشهوات الرديئة، فحازا البرَ ونالا الوعدَ الصادقَ بشجرةِ الحياة؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبد الآبدين.

السدرو:

سبحانَك أيُّها المسيح إلهُنا، يا كلمةَ الآب وصورته الأزليّة، يا من تجسّدت لأجلنا، لتحملَ خطايانا، وتقودَنا في الطريقِ المؤدّيةِ إلى السعادة الأبديّة. فعلّمتَنا السيرَ في طريقِ المشورات الإنجيليّة. فأحبّ الأبرارُ هذه السيرةَ، وَوَفوا شروطَها واستكملوا طريقَتها. هكذا نبذَ آسيا الحكيم وأشعيا الحلبيّ مجدَ الدنيا، وسَعَيا بنشاطٍ في عيشِ الكمالِ الإنجيليّ، ورغبا في حياةِ النسكِ والتقشف، ليُقيما معك. والآن، إذ نكرّمُ اليومَ عيدَهما، نهتف إليهِما: طوباكُما لأنَّكُما جاهدتُما الجهادَ الحسن، ولم تحيدا عن الطريق؛ نرغبُ إليكما، أن تطلبا إلى الرّبِّ الّذي قَبِلَكُما في مصافِ قدّيسيه، أن يُعاملَنا بغنى رحمته، ووافرِ نعمته، فنسبّحَه في حياتِنا وبعد مماتنا، مع أبيه المبارك وروحه القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.