صلاة الابتداء:

أيُّها الرّبّ الإله، يا شمسَ البرّ، الذي أضاءَ لنا في الأرضِ سراجَ نورِ ابنهِ الوحيد، حينَ أنجَبَ من المستودعِ العاقر، صوتًا صارخًا أمامَه، ليكونَ بيّنةً لسّرِ تدبيرِهِ الخلاصِيّ؛ أرسلْ نورَكَ الإلَهيّ، لنعيّدَ ونعظّمَ يومَ ميلادِ يوحنا السابق، فنرفعَ لكَ معهُ المجدَ والشكرَ، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للإلهِ الكلمةِ، الّذي اختار يوحنّا مُنذرًا بالحق لظهورِه، وهيّأَه للتبشيرِ به مناديًا حقيقيًا، ونحنُ اليومَ نُقيمُ ذكرى مولدِ الكاروز بالفرح، ونمدح بالتسابيحِ البهيّةِ، ذاك الّذي اختاره ليكونَ لهُ سابقًا؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبد الآبدين.

السدرو:

إلى رحمتِك نلتجئُ يا كلمةَ الله، الّذي ارتضيتَ بتدبيرِكَ، أن تنحدرَ إلى الأرض؛ وقبلَ تجسّدِك، أرسلتَ قدّامَك يوحنا نذيرَ الحق. ففي مثلِ هذا اليوم، وُلدَ من العاقر، وأعلنَ نعمتَك للمسكونةِ كلِّها. أنتَ الّذي فرَّحتَ زكريا وأليصابات بمولِدِه، وحَلَلْتَ لسانَ الكاهنِ فسبَّحَ لرحمتِك. اليومَ تفرحُ الشعوبُ بمولدِ سابقِكَ، لأنّ بشارةَ الحياة قد وصلَتْ إليهم؛ وتسّبحُ الملائكةُ، لأنَّك أبهجتَ الأرضَ بانحدارِكَ إليها. اليومَ، إذ نُعيّدُ ميلادَ نذيرِ الحقّ نهتفُ: طوبى لك يا يوحنّا، لأنّكَ أُفرزتَ لتبشِّرَ بمجيء المخلِّص. طوبى لكَ يا يوحنّا، لأنّك عاينتَ الروحَ القدس، وسمعتَ صوتَ الآب، ووضعتَ يمينَكَ على هامةِ مخلِّصِ العالم. طوبى لكَ لأنَّك جُعِلتَ أهلاً لأن تُعمِّدَ بالماء مَنْ لا حاجةَ لهُ إلى العماد وهو خالقُ البحار. والآن، نتوسّلُ إليكَ يا ربّ، أن تؤهّلَنا للتبشيرِ باقترابِ مجيئِكَ، فنعلنَ الحقَّ، ونملأَ الضمائرَ من مخافتِكَ، والقلوبَ من محبَّتِكَ،  فنرفعَ لك المجدَ ولأبيك المبارك و لروحِك القدّوس من الآن وإلى أبد الآبدين.