سلام الله
لقاء لسيادة المطران يوحنّا جهاد بطّاح مع الإعلامي كابي يوسف في برنامج سلام الله لاذاعة الشرق الاوسط في كندا
س. 1: ما حال الكنيسة في الشرق الاوسط؟
في البداية تحية لإذاعة الشرق الاوسط في كندا وتحية لك ملفونو كابي فنحن ليس المرة الاولى التي نلتقي فيها وانما التقينا بعدة مناسبات مازلت اذكر مجلة الكرمة التي أحييتها في ابرشية دمشق. أما عن سؤالك عن حال الكنيسة في الشرق الاوسط.
فلا نستطيع أن نفصل وضعنا عن وضع اوطاننا فالمسيح قد تجسّد بوطن…في بيت لحم بفلسطين اختار الشرق الاوسط ليتجسد به والسبب وجود جميع ثقافات العالم أنذاك فيه.
أمّا حالنا فلا يخفى على أحد سأبدأ من لبنان مكان خدمتي حاليًا فهو كما وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني أكثر من وطن هو رسالة…لبنان بلد مار شربل ورفقة بلد القديسين والفنانين…للاسف حاليًا يمر بازمة اقتصادية وسياسية بسبب عدم تشكيل الحكومة ولكن إنشاء الله تكون عابرة بهمّة المحبين والمخلصين.
سورية موطني الاصلي الوضع العام أفضل فقد عادت الحياة الطبيعية إلى أغلب المناطق، علمًا أنّ هناك مناطق أصلاً لم تطالها الازمة وإنمّا كنّا نراها فقط في بعض المحطات المفبركة…الوضع الاقتصادي صعب وهذا طبيعي لبلد عاش أزمة كبيرة وتعرض للحرب من قبل عصابات مسلّحة مدعومة خارجيًا.
في هذا البلد الذي عانى الكثير هناك عطش للسلام وقد بدأت حركة العمار واعادة البناء وانشاء الله بهمة الشعب البطل يعاد بناء الجسور التي تهدمت. لقد زرت عدّة مدن مؤخرًا ورأيت علامات الرجاء…نرجوا من الدول الغربية أن تعيد القنوات الديبلوماسية مع هذا البلد الجريح لتسمع وترى على الارض حقيقة ما يجري.
بالنسبة للعراق بعد أن تخلصوا من الارهاب هناك تفاؤل بعودة المهجرين، واعادة بناء المؤسسات…صحيح أن الامر بحاجة لوقت طويل ولكن البلد يسير في الطريق الصحيح.
مصر تعاني من مشكلة التطرّف، وفلسطين تستنجد بالمجتمع الدولي أن ينصف شعبها.
س.2: هل توافقون الرأي القائل بوجود مخطط ممنهج لتهجير المسيحيون من الشرق؟ من يقف وراء هذا المخطط؟ ولماذا؟
هو لم يعد رأي وإنمّا أصبح واقع ملموس فخلق الفتن والحروب في الشرق أحد أهم أهدافها تهجير المسيحيون…
فالهجرة أصبحت واقع معاش ولكن قد تزايدت في الفترة الأخيرة وأنتم أكيد في كندا تلمسون نتائجها من خلال تدفق العائلات إليكم …
الاسباب منها اقتصادي ومنها أمني وتختلف من بلد إلى آخر …أمّا من يقف وراءها فهناك منظمات قد يكون طابعها إنساني أو ديني ولكن الهدف افراغ الشرق الأوسط من مسيحييه ليسهل السيطرة عليه فالمسيحيون أينما ذهبوا بنوا المدارس والجامعات…
فمنطقتنا غنية بالثروات والاطماع كثيرة والغنى بالنسبة لنا كان نقمة وليس نعمة…
برأي هناك صراع بين القوة العظمى للسيطرة على الشرق الاوسط، وما الصراع الديني سوى غلاف…ونحن المسيحيون غالبًا ما ندفع الفاتورة في هذه الصراعات.
أمّا عن كيفية الحد من الهجرة فلا بد من تضافر الجهود من قبل السلطات المدنية والكنسية من خلال انشاء مؤسسات لتوفير فرص العمل وبناء جمعيات سكنية. ولعلّ المواطن يطلب بالدرجة الاولى عودة الامن والامان وأعتقد هنا دور الاعلام في الغرب لمساعدتنا على أن نبقى في اوطاننا فالشرق الاوسط بدون المكوّن المسيحيّ يصبح خطر جدًا على السلم العالمي.
ولا بدّ من إعادة طرح الشعارات التي تساعد على العيش الواحد مثل الدين لله والوطن للجميع.
س. 3: أجراسنا هل ستظل تقرع أم سيصيبها الصدأ وتتوقف؟
صحيح بأنّ الواقع الحالي مؤلم، وبرأيي المتواضع لا بد للمسيحي أن يخرج من قوقعته فالهجوم أفضل وسيلة للدفاع…
أكيد لا أقصد حمل السلاح وإن كان هناك ما يبرّره للدفاع عن النفس…
ولكن قصدت بالتعريف عن إيماننا والانخراط بالحياة الاجتماعية والسياسية…
بالعودة إلى الجذور وإحياء التراث…
وبالوحدة المسيحية التي باتت ضرورة ملّحة…
فإذا توحدنا وعدنا إلى جذورنا وحملنا قضيّة لا أحد يستطيع أن يقتلعنا…
وستبقى أجراس كنائسنا في الشرق تقرع وتصدح…
س. 4: العمل الرسولي…!
في السينودس الاخير المنعقد في دير الشرفة قرر الاباء اقامة لقاءات للشبيبة والحركات الرسولية كل ثلاث سنوات وقد تمّ هذا العام في لبنان لقاء عالمي سرياني جمع تقريبًا حاولي 450 شاب وشابة من حوالي 18 دولة بالعالم…ولسنا الوحيدين في الشرق فهناك لقاءات شبيبية في كلّ الكنائس تقريبًا سواء ارثوذكسية أو كاثوليكية وهي منافسة بناءة…فالشبيبه هم الكنيسة اليوم ولعلّ السينودس الاخير في روما لأجل الشبيبة هو رجاء جديد نتمنى أن نتطلع على نتائجه قريبًا.
من خلال عملي الطويل في العمل الرسولي، أقول بأنّ ما طرحه المجمع الفاتيكاني الثاني من ضرورة اشراك الحركات الرسولية والعلمانيين في مهمة الكنيسة الراعوي بات ملحًا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
أيضًا المهم أن ننشأ شبيبتنا على احترام الاخر المختلف والتعاون والانفتاح على المحيط.
س. :5 الميلاد بين الامس واليوم وخاصة وأنك وضعت صورة على التواصل الاجتماعي تمثل إمرأة في خيمة مع طفلها…
الميلاد هو بين الامس واليوم لم يتغيّر هو ميلاد السيّد المسيح…
نحن رغم الاحزان رغم الدمار مازال شعبنا يعيش الرجاء…
نفرح باعياد ميلادنا فكيف بعيد ميلاد ملكنا…
افرحوا وابتهجوا فقد ولد لكم مخلص…
لماذا كان الميلاد رغم انه كان في البدء….
الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا…
الميلاد برأيي يحمل عدة معاني لعلّ اهمها:
ان يسوع تجسد في بيئة تحمل جميع ثقافات العالم لكي يقدّسها…
ان يسوع وهو الذي يعرف الله جاء لكي يعرفنا عليه ويقربنا منه…
ان يسوع وهو عالم بخطايانا التي ورثناها جاء ليصالحنا مع الله…
ان يسوع وهو الطريق والحق والحياة جاء ليفسر لنا هذه الحقائق…
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
- الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي28 أغسطس، 2019
- حكاية القديس يوحنا الحبيب8 مايو، 2019
- سمعان الشيخ1 فبراير، 2019
- قصة القديس يوحنا الدمشقي4 ديسمبر، 2018
- الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
- من كتاب العمر لو حكىفي غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما8 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- تأمّل – لأجل كلمتكفي تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- من تحسب نفسك؟في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقات
- اليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح28 مايو، 2021لا توجد تعليقات
- غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |