صلاة الابتداء:

أهّلْنا أيُّها الرّبُّ الإله، أن نقدّسَ الكلمةَ المتجسّد، مع الملائكةِ العُلويّين بغيرِ ارتياب، ونهلّلَ له مع الرعاةِ الودعاءِ بعفويّة، ونسجدَ له مع المجوسِ بثبات، ونفرحَ به فرحًا غيرَ متناهٍ مع مريمَ العذراءِ والدتِه، ونسجدَ لكَ ولابنك الوحيد ولروحِكَ القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.

الفروميون:

للابنِ الّذي حُبلَ بهِ في الحَشا الّذي أعدَّه باختيارِه، وجَعلَه نقيًا مقدّسًا، وأشرقَ منه، ووُلِدَ من البكرِ البتول، دون أن يصيبَ ولادتَهُ الأزليّةُ أيّ تغيير، ودون أن يفقدَ لاهوتَهُ، ورضِعَ الحليبَ من ثَدْيَيها، وهو موزّع النِعَم والخيرات دون حساب؛ الصالحُ الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبد الآبدين.

السدرو:

سُبحانَك أيُّها المسيحُ ابنُ الآب، الّّذي وُلدَ ميلادًا ثانيًا بالجسدِ منَ البتول. يا قديمَ الأيام، الّذي ارتأى بمشيئتِه، أن ينتظمَ تحتَ الأزمنةِ والأوقات؛ وأن يحتويَه مستودعُ البكرِ البتول، ويُحِدَّه مزودٌ صغيرٌ في ميلادِه البشريّ. الراكبُ السُحب، ارتضى أن تضّمَه ذراعا مريم، وأن يَتغذَّى من حليبِ ثديَيها. اليومَ أنشَدَتِ الملائكةُ “المجدَ للهِ في العلى…”، وهَدى الكوكبُ المجوسَ إلى مغارةِ بيتَ لحم، ليحمِلوا إليه قرابينَهم، ويسجُدوا له، ويُبشّروا بمُلكِه. اليومَ مُزِّقَ صكُّ العبوديّةِ، وامَّحى بميثاق الميلادِ الإلهيّ. اليومَ وُلد لنا المخلّص حقًا. اليومَ يفرحُ الأنبياءُ لأنّ رموزَهُم وأسرارهُم ونبوءاتِهِم قد انكشفت. اليومَ طابَ لنا الطعمُ لأنّ الثمرةَ الشهيّةَ نضجتْ في العذراء البتول. والآن، فلتفرحِ الأرضُ، ولنُسَرّْ نحن البشرُ المساكين، ولنفتخرْ بميلادِكَ البشريّ، ولنُهدِ لكَ السجودَ بضميرٍ نقيٍّ طاهرٍ، فاسكنْ في قلوبِنا بالقداسة، ولتَطِبْ لكَ أصواتُ تَهليلِنا، فنُهديَ لكَ الحمدَ والشكرَ، ولأبيك المبارك ولروحِك القدّوس، من الآن وإلى أبد الآبدين.