
تسمية اللغة الآرامية – السريانيّة
تنتمي اللغة الآرامية إلى مجموعة اللغات الساميّة، وإلى قسمها الشمالي الغربي بالذات. وسُميّت باللغة الارامية نسبة إلى متكلميها من القبائل الآرامية التي هي من نسل آرام بن سام بن نوح، حسب ما جاء في كتاب التوراة.
وجذر الكلمة السامي “رام” يدل على المكان المرتفع والعالي.
وهذا الجذر نراه في الاسماء المركّبة لكثير من المدن والقرى:
رام بعلبك، رام الله، الرّامة، كفرّام،…. وكلّها مدن وقرى قد بنيت على تلول ومرتفعات. فالاسم آرام وآرامي (أُورُومُويُو) صلة بالارتفاع والسمو والسيادة. وقد نشأت هذه اللغة الآرامية في حوالي القرن الخامس عشر ق. م في بلاد آرام. وهي بلاد سورية ولبنان وما بين النهرين.
وقد استطاعت الآرامية ابتداء من القرن السادس ق.م ان تفرض سيطرتها على كل منطقة الشرق الادنى والاوسط. فاحتلت مكانة اللغة الرسمية والعالمية في هذه المنطقة. وبقيت كذلك حتى منتصف القرن السابع بعد الميلاد، حيث بدأت تتقلّص وتنقرض امام اللغة العربية الناشطة والمزدهرة والمنتشرة.
أمّا اللغة السريانيّة، وكلمة سرياني (سُوريُويُو)، فإنها تنسب حسب رأي بعض البحّاثة، إلى كلمة سورية، او آثور، أو آثوريا. والبعض الآخر يرى ان لفظة سورية متأتيّة من سُوروس؛ وهو رجل آرامي بنى على زعمهم مدينة أنطاكية، واستولى على بلاد سورية وما بين النهرين، ومنه سميت هذه البلاد سورية، واهلها سوريين وسريانيين.
بعد هذا لتقديم البسيط يمكننا القول:
1. ان السريان عمومًا ، شرقيين كانوا ام غربيين، لم يكونوا في قديم الزمان يسمّون سريانًا بل آراميين، نسبة الى آرام بن سام بن نوح.
2. إن اسم السريان لا يمكن ان يرتقي عهده الى أكثر من اربعمئة سنة أو خمسمئة سنة قبل التاريخ المسيحي، خلافًا لمن يحاول أن يجعل اسم السريان قديمًا اصيلاً للارامين. لأنه لو كان الامر كذلك، لذكر هذا الاسم عند القدماء، ولورد ذكره في كتاب التوراة، واسم سورية وسريان كان يطلق، حسب رأي رينان الفرنسي، على آسيا الداخلية كلها. وكان يطلق اليونان اسم السريان على متكلمي اللغة السريانية الذين كانوا يُسموّن انفسهم آراميين.
3. بعد تنصّر الآراميون، نبذوا الوثنية، تخلّوا عن تسميتهم بالآراميين لمدلولها الوثني، واتّخذوا اسم (السريان) اسمّا لهم وصارت هذه التسمية تدل على الاراميين المسيحيين وحدهم.
وبالنتيجة نحن أمام رأيين: – رأي يعتبر اللغة الارامية السريانية هي لغة واحدة، وما كلمة آرامي الا مرادفة لكلمة سرياني، والعكس ايضًا صحيح.
ورأي يقول أن اللغة السريانية هي فرع من فروع اللغة الآرامية، أو لهجة من لهجاتها.
ونحن نميل إلى الرأي الثاني مع توضيح أن بلدان سورية ولبنان وما بين النهرين كانت تعرف في قديم الازمان بالبلدان الآراميّة. ثم سميت بالسريانيّة. وكانت لغتهم تعرف باللغة الآرامية، ثم سميت باللغة السريانية، أو باللغة الآرامية السريانيّة، فالارامية هو الاسم الوثني القديم والسريانية هو الاسم المسيحي الجديد.
من كتاب الوجيز في اللغة السريانية للأب الدكتور مشيل نعمان، منشورات جامعة البعث، كلية الآداب والعلوم الانسانية، حمص 1991. ص. 57- 58.
بقلم الخورأسقف الدكتور ميشال نعمان
المقالات المنشورة على صفحات المجلّة تُعبّر عن آراء كتّابها، لا عن رأي المجلّة.
مكتبة الفيديو
الطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل ملكي
28 أغسطس، 2019حكاية القديس يوحنا الحبيب
8 مايو، 2019سمعان الشيخ
1 فبراير، 2019قصة القديس يوحنا الدمشقي
4 ديسمبر، 2018الشهيد الطوباوي مار فلابيانوس
27 أغسطس، 2018
أحدث المقالات
من كتاب العمر لو حكى
في غير مصنف10 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن كلمات البابا فرنسيس للكهنة في استقباله تلامذة المعهد الكهنوتي الفرنسي في روما
8 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتتأمّل – لأجل كلمتك
في تأملات4 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتمن تحسب نفسك؟
في تأملات1 يونيو، 2021لا توجد تعليقاتاليوبيل الذهبي في العمل الرسولي للمطران مار يوحنّا جهاد بطّاح
28 مايو، 2021لا توجد تعليقاتغبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي ويرسم شمّاسين جديدين (الدرجات الصغرى)، حلب، سوريا
22 مايو، 2021لا توجد تعليقات
أحدث التعليقات
- Rasha على فلسفة التجلي
- فؤاد نعمة على لمحة عن دير الشرفة
- حيدرعواد على لماذا اختار النبي ايليا 12 حجراً وقال استجبني يارب؟
- fr. daniel على سدرو الاحد الرابع بعد العنصرة
- الشماس موريس خوري على نصلي لأجل آباء سينودس أساقفة كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية
التقويم
ن | ث | أرب | خ | ج | س | د |
---|---|---|---|---|---|---|
« يونيو | ||||||
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 |