صلاة الابتداء:

أهّلنا أيُّها الرّبُّ الإله، أن نغتني بفيضِ عطاياك على العالم، وأن نحفظَ بنعمتِكَ وديعةَ الإيمان، وأن نحملَ الصليبَ بفرح، وننادي باسمِ ابنِكَ المخلّص في الشعوب، ونفرحَ بما يصيبنا على اسمِه من الهزءِ والعار، اقتداءً برسلِهِ الأطهار، ولك يجبُ التسبيح ولابنك الوحيد ولروحك القدّوس، من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

الفروميون:

للمسيح الّذي هو إله تام وإنسان تام، وهو بطبيعتِهِ الإلهيّة بعيدٌ عن كلّ ألم، وبطبيعتِه الانسانيّة أتى إلى الآلامِ بإرادته، وانبعثَ من الموت بجبروته. ربُّ المجد الّذي عُلّق على الصليب كالمذنب، وبآلامه أبطلَ آلامَنا، وكسرَ شوكةَ الموت عنّا، وبصليبه قَلَبَ ولايةَ ابليس، وأبطلَ حُكمَه علينا؛ الصالح الّذي له كلّ الإكرام والمجد من الآن وإلى أبدِ الآبدين.

السدرو:

لكَ التسبيحُ يا بكرَ الآبِ المولود منذ الأزل، يا مَنْ أشرقَ منه إشراقًا إلهيًا. إنّك اتّخذت ضعفَنا بتأنّسِك لتُشرِكَنا في ألوهيتك، ولتجعلَنا أخوةً لك ومن أهلِ ميراثِك. صرتَ لنا بكرًا وشرّفتَنا بانتسابِنا إليك. يا من انبعثَ من القبر بالمجدِ والغلبة في يوم الأحد الّذي هو بكر الأيّام، وفيه ثبّتَ رجاءَ البيعة وأقامَها عروسًا مكلّلةً بالمجد، وفيه أحَلَّ روحَه القدّوس عليها، وانتشر الإيمانُ في العالم كلّه. نشكرك يا ربّ، لأنّك أنعمتَ علينا بأن تدعونا إلى هذا الايمانِ القويم، وتلدَنا وتربّينا في حضنِ بيعتِك المختارة، وتجعلَنا من أبنائها. نشكرُك لأنّك غرستَنا كالأشجارِ المحبوبة في جنّةِ بيعتك، ولا تزال تسقينا وتروينا بشرابٍ روحيّ سماويّ، جرى من جنبِك المقدّس المطعونِ بالحربة. والآن، أُمننْ علينا يا ربّ، بأن لا نكونَ أشجارًا يابسةً تستوجب أن تُلقى في النّار، لكن قوّنا بنعمتِكَ فنثمرَ ثمارًا صالحةً تُرضيك، ثمارَ الايمانِ والرجاء والمحبّة، وسائرِ الفضائل والأعمالِ الحسنة، ولا نزال على ذلك إلى أن تدعونا إلى جوارِكَ في ملكوتِك السماويّ، فنسبّحَكَ في نعيمِكَ الأبديّ، وأباك المبارك وروحَك القدّوس من الآن وإلى أبد الآبدين.